محمود أبو غنيمة.. “إسلامي بنكهة وطنية” وأحد رموز “الطرح المتوازن”
محمد الرنتيسي
خطف الموت المهندس محمود زياد أبو غنيمة، لكنه لم يخطف بلا شك، محبته ومكانته عند الناس الذين وفور إعلان خبر وفاته، ضجت حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، بمنشورات الحزن والترحم على الفقيد، واستذكار مواقفه النبيلة وأخلاقه الطيبة.
سطع نجم أبو غنيمة الذي توفي بعمر 57 عاما إثر مرض عضال، خلال نشاطه النقابي اللافت، حيث انتخب عام 1996 عضوا في مجلس نقابة المهندسين الزراعيين لأول مرة، وأصبح لاحقا نقيبا لدورتين 2012 – 2018، وشغل كذلك منصب رئيس مجلس النقباء.
وعرف عن الفقيد (أبو زياد وحمزة وضحى)، أنه متوازن في مواقفه وآرائه في القضايا العامة، وبطروحات توافقية تخدم المنطق والواقع، وهو ما يفسر ردود الفعل الحزينة على وفاته من مختلف أطياف رجال السياسة والفكر، باعتباره أحد أبناء “العقلية الجامعة”.
ومما يُعرف أيضا عن الفقيد أبو غنيمة، أنه “إسلامي بنكهة وطنية”، وإنساني من الطراز الرفيع، إذ يهتم على نحو واسع ودقيق في مساعدة الآخرين، ويصبح الأمر هما بالنسبة له حتى إنجاز المساعدة المطلوبة، وهو كما يصفه كثر ممن تعاملوا معه، “قدوة في الأخلاق والطيب والشهامة”.
وكان لافتا أيضا حجم المحبة التي يكنها الصحافيون للفقيد، مستذكرين حرصه على التفاعل والتواصل مع الصحفيين، والإجابة بشكل مباشر ومهني على أسئلتهم واستفسارراتهم، خصوصا عندما كان نقيبا للمهندسين الزراعيين، ومجلس النقباء.
ولا يمكن المرور عن قوة وصلابة أبو زياد تجاه كل ما يتعلق بمناصرة القضية الفلسطينية، على الصعيدين الإنساني والسياسي، فهو أحد أبرز النقابيين المتشددين ضد أي طرح للتطبيع مع “إسرائيل”، ومارس في النقابات دورا استثنائيا بهذا الخصوص، كما كان شارك عام 2010، في أسطول الحرية (سفينة مرمرة) عام 2010 لكسر الحصار عن قطاع غزة.
رحل أبو زياد، تاركا سيرة ومسيرة عطرة، ستظل حاضرة بكامل هيبتها وأناقتها، في أذهان وقلوب كل محبيه.